سر فقدان الوزن الدائم - ما لم ولن يخبرك به طبيبك

السمنة هي طاعون الألفية الجديدة. منذ بداية القرن العشرين، أودت السمنة بحياة الكثيرين، أكثر من جميع الحروب وأحداث العنف والديكتاتوريات مجتمعة، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والثانية وحروب الإبادة الجماعية والحروب الأهلية والمجاعات التي هي من صنع الإنسان والشيوعية. الغالبية العظمى من الأمراض المنتشرة في وقتنا هذا مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والتهاب المفاصل وغيرها الكثير، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة. الصفة المشتركة والشائعة بين هذه الأمراض هي أنها أمراض تتأثر بشكل أساسيّ بنمط حياتنا، وفي كثير من الحالات، يمكن الوقاية منها ببساطة عن طريق اعتماد نمط حياة صحي. هل سبق وأن تساءلت لماذا هناك أطباء بدينون؟ الأطباء يتعاملون مع جميع أنواع الأمراض؛ ذلك لأنهم خبراء في علم وظائف الأعضاء في جسم الإنسان. ومع ذلك، على الرغم من خبرتهم، فإنهم قد يصابون بالسمنة مثلنا. هل فكرت من قبل أننا قد نكون حصلنا على نصيحة خاطئة؟ كيف يتعامل الاتجاه السائد للرعاية الطبية مع السمنة؟ ما نوع التوجيه الذي نعطيه للمرضى؟ تناول كميات أقل من الطعام، وممارسة المزيد من الرياضة. تجنب تناول الدهون، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات. قم بعد السعرات الحرارية. اشرب أربعة أكواب من الحليب كل يوم. تناول ست وجبات في اليوم وبعض الوجبات الخفيفة بينها. تناول حبوب متعدد الفيتامينات والمكملات المعدنية. إنها الوصفة المثالية لعواقب كارثية، فالناس يزدادون سمنة عاماً تلو الآخر. هذا ليس مجرد كتاب نظام غذائي (حمية) عادي، ولكنه دراسة شاملة لفهم أسباب وعلاج السمنة. شخصياً أنا لا أؤمن بإتباع نظام غذائي على الإطلاق. الأنظمة الغذائية جميعها ببساطة، تفشل على المدى الطويل. بمجرد الانتهاء من النظام، في غضون بضعة أشهر أو خلال سنة، سيعود الوزن تدريجياً لما كان عليه. من أجل تحقيق نتائج طويلة الأمد، أنت تحتاج إلى تغيير نمط حياتك تماماً؛ لأن الإصلاح المؤقت لا يكفي. في هذا الكتاب، سوف أطلعكم على سر فقدان الوزن الدائم. السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والعديد من الأمراض في العصر الحديث لها نفس السبب الكامن وراءها: نمط حياة غير صحي. إذا عالجت جذور هذه المشكلة، فإنك لن تتخلص فقط من الكيلوجرامات الزائدة، ولكنك أيضاً ستحمي نفسك من معظم الأمراض التي نعاني منها في عصرنا الحديث. الدكتور توماس توروك حاصل على درجة الدكتوراة في علوم التغذية. يلخص هذا الكتاب خمس سنوات من بحثه العلمي.