
روايةُ ليلة سقوط صدام روايةٌ تتخذ من حياة الرئيس العراقي صدام حسين موضوعاً لها؛ منذ سعيه إلى استلام السلطة من سابقه أحمد حسن البكر، وحتى الليلة الأخيرة التي ألقي فيها القبض عليه من قبل القوات الأمريكية الغازية للعراق، ثم إعدامه صباح أول أيام عيد الأضحى عام 2006، فالرواية تؤرخ لحقبة حقيقيّة من تاريخ العراق الحديث. والسؤال: إلى أيّ مدى تكْمنُ الحقيقة التاريخيّة في هذا العمل، وما نسبة التخييل الروائي فيه؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من توضيح الفرق بين الرواية التاريخيّة ورواية التخييل التاريخيّ، فالأولى تعتمد التاريخ مرجعيّةً لها، ويمكن عَدّها وثيقةً للمرحلة التي تتناولها، مع وجود إطار سرديّ متخيل أحيانا لغرض التشويق، والحبكة السرديّة، لكنه لا يقلّلُ من قيمة الوثيقة التاريخية، أما رواية التخييل التاريخي كما يحدّدها الناقد العراقي عبد الله إبراهيم في كتابه التخييل التاريخيّ بأنها: نمطٌ سرديٌّ جديد؛ يتعذّر الفصلُ فيه بين المادة السرديّة والمادة التاريخيّة، فهو ذو هُويّة مغايرة للاثنين، كما أنه متصلٌ بهما؛ ومنفصلٌ عنهما في الوقت ذاتِه، ويرى أنه في هذا النوع الجديد تكون “المادّة التاريخيّة المتشكّلة بواسطة السرد، قد انقطعت عن وظيفتها التوثيقيّة، والوصفيّة، وأصبحت تؤدّي وظيفةً جماليّة ورمزيّة؛ فالتخيّل التاريخيّ، لا يُحيل على حقائق الماضي، ولا يقرّرها ولا يروّج لها، إنّما يستوحيها بوصفها ركائز مفسّرة لأحداثه ومؤوّلة لها.
الوثائقيّة في ليلة سقوط صدام:
من البداية تكشف لنا العتبات النصيّة للرواية أن كاتبها يسعى لتوثيق مرحلة تاريخية حقيقيّة، فبدءاً من العنوان الرئيس نقرأ اسم صدام حسين الرئيس العراقي السابق، ويؤكد حقيقة هذه الشخصية أسماءٌ كثيرة من عائلته وعشيرته وبِطانته، وهي أسماء معروفة في تاريخ العراق. ثم يأتي العنوان الفرعي ليؤكّد اعتماد الرواية على وثائقَ أمنيّة إذ يقول: من ملفات الأمن العام العراقي. وفي التمهيد الذي قدّم به الكاتب لروايته يصرح بتاريخيّتها في قوله: “قررتُ أن أبحثَ عمّا كان مخفيًّا عن الناس من حقائقَ عن أيّام هذا الرئيس، وذلك بالبحث في ملفات “جهاز الأمن العراقي” بمساعدة عددٍ من المصادر في جهاز الأمن العامّ السابق؛ من ضباط ومنتسبين مِمّن كانوا مسؤولين عن إدارة وتجنيد أشخاص، اندسّوا بصفة جواسيس داخل الأحزاب التي كانت توجد في إيران، ومن ثَمَّ اختلطوا بشكل مباشر مع مَن كانوا يُسمّون “المعارضة” وصاروا يحكمون العراق الآن”.
إضافة إلى الإهداء في الرواية الذي جاء خاصاً بمقدّم ورائد من ضباط جهاز الأمن العراقي لتعاونهما مع الكاتب.
ومن تصريح الروائي في قوله: (قررتُ أن أبحثَ عمّا كان مخفيًّا عن الناس من حقائقَ عن أيّام هذا الرئيس)؛ نتذكر ما جاء به أصحاب النظرية التاريخيّة في الرواية وعلى رأسهم جورج لوكاتش وخلاصته أن الرواية تكتب المسكوت عنه من التاريخ الرسمي أو ما يسقط منه، وهذا ما سعى إليه الكاتب على امتداد روايته.
Details
- Publication Date
- Apr 17, 2022
- Language
- Arabic
- ISBN
- 9781471723575
- Category
- Fiction
- Copyright
- Creative Commons NonCommercial (CC BY-NC)
- Contributors
- Afterword by: صدام حسين
Specifications
- Format
- EPUB