من المعلوم أن شعوب الجزيرة العربية وشمال إفريقيا قد اهتمت بالنباتات اهتماما كبيرا ، كغيرها من شعوب بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط منذ عصور مبكرة ، وقد ازداد هذا الاهتمام قوة وبروزا مند بزوغ فجر الإسلام ، هذه العناية كانت نابعة من حاجتهم إلى الدواء و الغذاء ، و الوقود و المرعى ، وتوفير مواد الصباغة و الأدهان و الدباغة وصناعة آلات الصيد وغيرها شأنهم في ذلك شأن الحضارات القديمة سواء في الصين و الهند أو في مصر الفرعونية أو عند الإغريق ، وكان اعتماد هذه الشعوب يكاد يكون كليا على النباتات في العلاج و الدواء بالإضافة إلى عدد من المعادن و أعضاء بعض الحيوانات . وقد أولى المسلمون عناية كبيرة ببعض النباتات كالكافور و القرنفل و الكركم وجوز الطيب و القسط و الزنجبيل و الزعفران و الحبة السوداء و الفلفل و الآس وغيرها من ضروب النبات التي دخلت أسماؤها المعاجم العربية ووردت في أشعار العرب و أمثالهم ،ودونت في مؤلفات وكتب أعلام حاولوا تصنيف مختلف أنواع النباتات و الأعشاب ، وبرز منهم الأصمعي و السجستاني و أبو حنيفة الدينوري و الإلبيري وابن السكيت و البيروني و ابن جلجل وابن سمجون وابن وافد و الشريف الإدريسي و الغافقي و أبو الخير الإشبيلي وابن البيطار المالقي وغيرهم كثير...