أرق في الورق

ما زالت القصة في بداياتها، بل إنها بعد أن تحسنت رجعت إلى ما كانت عليه سابقًا؛ فالأمر الذي توقعت أني تخلصت منه بات قابعًا داخلي بشدة، ويأبى الخروج البتة، هو مستوطن هذا الجسد البريء الذي فقد قدرته على النشاط والمرح، فأضحى هزيلاً لا يرجى منه فائدة، أصبح شخصًا يختلف عن الذي كان عليه من قبل؛ فهو اليوم لا يحفل بما يتأثر به من مشاعر، وهو يعلم علم اليقين أن هذه المؤثرات بعضها نازح، وأخرى تمت بأسباب أغلبها خارجية، الألم الداخلي يستفزه بين كل حين، ولكنه يخفي ذلك بإظهار شعور مموه، يبث من خلاله المرح الزائف الأشبه بمن يستخرج مسحورًا من سحره، الشعور ما زال في حالة يرثى لها حقًّا؛ فهو بين الموت والحياة، والغالب قد يكون ما يسره إن شاء الله؛ فالحقيقة معلقة بين الإمساك والإقدام الذي بات مؤشرًا بارزًا بوضوح جدًّا، فعسى أن تكون المراجعة خير مشار وعون لمعرفة الحق الذي اضمحَلَّ نوره.