في أي مسجد تصلي؟

محسن عبد الرحمن القاص المسكون بهموم الناس البسطاء تحت هذا العنوان كتب المترجم في مقدمته للكتاب ما يلي: ان قصص هذه المجموعة تتناول عقدين من تاريخ اقليم كردستان والعراق، العقد الاخير من القرن الماضي والعقد الاول من القرن الحالي وهما عقدان مميزان في تاريخ منطقتنا بكل ما في كلمة التميز من معنى. ففي عقد التسعينيات كانت انتفاضة آذار 1991 وكنس نظام البعث من كردستان وبالتالي سحب الادارات الحكومية وفرض الحصار الداخلي اضافة الى الحصار الدولي الذي كان مفروضاً اصلاً على العراق بسبب غزوه للكويت) وفيه ايضاً الاقتتال الداخلي بين الحزبين الكرديين الكبيرين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وما جره ذلك الاقتتال من مآس على الشعب الذي كان يئن تحت وطأة حصارين اقتصاديين وازدهار تجارة الحروب. وفي العقد الاول من القرن الحالي كان تحرير العراق من دكتاتورية صدام حسين واعدامه وبعض أعوانه فكان بمثابة زلزال لم تشهد له المنطقة مثيلاً وما استتبع ذلك من تغييرات دراماتيكية وعلى الصعد كافة في اقليم كردستان وعموم العراق. هذه القصص تنبع من كبد هذا الواقع المرير وتتصدى للظواهر التي ذكرناها في البداية بأسلوب غاية في الرشاقة وجرأة غير معهودة في الطرح فيقترب كثيراً من المحذورات ويطرق الابواب التي كانت مؤصدة عصية على الطَرق وربما لا تزال كذلك لدى البعض. لا تكاد تخلو قصة من قصص هذه المجموعة من نقد للمنظومة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها من منظومات الحياة في الاقليم، والفساد المالي والاداري الذي فضحه مبكراً في قصصه هذه القصص وتلك التي لم تترجم بعد، وهي كثيرة، تشي بأن القاص محسن عبد الرحمن هو مثقف يقول ما يراه ويعتقده بصراحة ودون لف أو دوران، كاتب مسكون بهموم الناس البسطاء وأديب يحمل آلام بلده ومدينته وقد آل على نفسه إلا أن يفضح كل مخالفة وفساد وانحراف وعادات بالية أكل الدهر عليها وشرب. (مقتطفات)