المجموعة القصصية للكاتبة التونسية عواطف محجوب، بعنوان "لاعب الظل"، الصادرة عن مومنت للكتب والنشر، ورقيا ورقميا، والتي ضمت بين طياتها تناولات لقضايا وظواهر طفت من عمق الظل والهامش، هي باكورة إنتاج هذه المبدعة التي تنوع عطاؤها ما بين الشعر والسرد والنقد الأدبي. فلقد توزّع على رقعة شطرنج كبيرة، أبطال كثر، تحركهم يد الظروف، وتحكمهم قبضة واقع موبوء. هم ليسوا بملوك ولا وزراء، ولم يكونوا أحصنة الرهان ولا سربا من طيور الرّخ، لعلهم كانوا جنودا أو فيلة خاضت حربا بالوكالة. فعلى امتداد أربع ومائة صفحة من القطع الوسط، تحدثت خمس وعشرين قصة قصيرة في الكتاب، عن شخصيات ترنحت، ثم سقطت في براثن المرض والإحباط، مما أودى بها إلى براثن التعصب والإرهاب والهجرة غير الشرعية وبيع الأعضاء والأمراض النفسية والعضوية كالبورفيريا والأرجيريا والعبور الجنسي والاغتصاب. وقد تنوعت مواضيع هذه القصص والقضايا المثارة فيها بين الواقع والخيال والأسطورة والفلسفة. ومحاولات فهم الموت والهوية والعبثية. مواضيع قدمت أبطالا أنهكهم الزمن الحداثي ووقعوا ضحايا الفساد والأفكار الاستئصالية المتطرفة أدت بهم إلى نهايات مأساوية.